مفهومنا للإسلام وتعريفنا للمسلم
![]() |
![]() |
![]() |
مفهومنا للإسلام |
يقول حضرة المؤسس عليه السلام في تبيان مفهوم الإسلام وحقيقته وجوهره ما تعريبه: (مرآة كمالات الإسلام، الخزائن الروحانية ج5 ص 60- 62) ومع أن هذا هو مفهوم الإسلام الذي كانت تحويه رسالات الأنبياء السابقين وشرائعهم، بيد أن هذا المفهوم لم يظهر بصورته الحقيقية والكاملة إلا في دين الإسلام، الذي هو الدين الكامل، وكتابه هو الكتاب الكامل ونبيه صلى الله عليه وسلم هو النبي الكامل؛ لذلك استحق دين الإسلام هذا الاسم بسبب تحقيقه لمفهوم الإسلام بشكل تام وشامل وكامل، وكان من حق القرآن الكريم وحده أن يعلن كمال دين الإسلام وتمامه. فيقول حضرته عليه السلام توضيحا لهذا الأمر ما تعريبه: "لقد أعلن القرآن الكريم بنفسه: (اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلام دينًا).. أي يجب أن تتمسكوا بالحقيقة التي تتضمنها كلمة "الإسلام" والتي شرحهاالله تعالى بنفسه من خلال كلمة "الإسلام". ففي هذه الآية صراحةٌ أن القرآن الكريم وحده أعطى تعليما كاملا، وأن عصرَ القرآن كان جديرا بأن يعطَى فيه تعليمٌ كامل. فإعلان التعليم الكامل الذي قام به القرآن كان من حقه وحده، ولم يقم أي كتاب سماوي آخر بمثل هذا الإعلان". (مقدمة البراهين الأحمدية، الجزء الخامس، الخزائن الروحانية ج 21 ص 4) |
تعريف المسلم |
إننا نرى أن التعريف المقبول للمسلم، والذي يجب أخذه والعمل به، ينبغي أن يكون ثابتا من القرآن الكريم أو من الأحاديث النبوية القطعية التي لا يردها القرآن الكريم ولا يعارضها، والذي تؤكد عليه السنة النبوية، وثبت أنه كان معمولا به في العصر النبوي وفي عصر الخلفاء الراشدين. إن قاعدتنا في قبول هذا التعريف للمسلم لا تختلف إجمالا عن منهجنا في قبول أو رد أي مبدأ آخر. ونرى أن هذه القواعد المتينة هي التي تحفظ من الزيغ أو الزلل، وأن الانحراف عنها قد يترك أثرا مدمرا على وحدة الأمة الإسلامية وكيانها. |
أحاديث تعرف من هو المسلم |
إن سيدنا ومولانا محمدا المصطفى صلى الله عليه وسلم قد قدم التعريف القيم للمسلم في حديثه الشريف كما يلي:
وقد يقول قائل، إن هذا التعريف الذي قدمه الحديث الشريف إنما أغفل احتمال ظهور متنبئ كذاب، فكان ينبغي أن يشتمل هذا التعريف على ما يعالج ظهور المتنبئين الكذابين. نرد على هذا من وجهتين:
وقد يقول آخر: إن من أنكر معلوما من الدين بالضرورة، فيجب تكفيره. فنطالب هذا القائل بتحديد هذا المعلوم من الدين بالضرورة؟ فإن حدده بالإيمان بأركان الإيمان وأركان الإسلام، فقد اتفقنا. وإن حدده بعدم رفض أي حكم شرعي بعد معرفته، فقد اتفقنا أيضا. وإن حدده بوجوب قبول أي تفسير يقدمه هو، فلن نوافق على هذا التحديد، لأن تفسيره ليس معلوما من الدين بالضرورة، وإلا فإن المسلمين جميعا سينشغلون بتكفير بعضهم بعضا - كما حصل في الماضي حيث لم يسلم من التكفير كثير من السلف الصالح كما هو معلوم لدى الجميع - ولن يفرح لذلك إلا جماعات التكفير. إنه لمنّةٌ عظيمة من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على أمته أنه قد وضع بهذا التعريف الشامل والكامل الجامع والمانع حجرَ أساس لاتحاد الأمة الإسلامية، وإن لم تتخذ الأمة هذا التعريف ولم تعمل به فلن تبرح عرضة للتشتت والفُرقة والتشرذم، ولن يُغلَق باب الاضطرابات والفتن أبدًا. إن تعريف سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم هو التعريف الذي نتمسك به والذي نأمل من الأمة الإسلامية جميعها أن تتمسك به وألا تحيد عنه أبدا. |